كتب : حسن بخيت
تمضي بنا الحياة دوما” وتنقلنا من حال إلى حال ، ويأتي عام ويذهب أخر وما بين نهاية عام وبدايته؛ ثانية تفصل بينهما ؛عام ولى وعام أقبل.
كلها ايام قليلة وساعات ليست بكثيرة وينطوى عام 2016 ويتلاشى من أعيننا ؛ وتمضى سنة جديدة فى سبيلها لتدفن مع أخرياتها من سنين العمر حاملة معها وبين طياتها الكثير من الذكريات المفرحة والمحزنة .
أتذكر في مثل هذا الوقت من العام الماضي، وعندما كانت سنة 2015 تستعد للرحيل، كنا متفائلين بعام جديد ننعم فيه بالأمان والأمن والسلام ، ومزيدا” من الاصلاحات ، وتحقيق حياة أفضل ومعيشة مرضية ،وكنا نأمل في تجاوزكل الصعاب والآلام التي تمر على الشرق الأوسط المأزوم منذ سنوات عديدة ، لكن هذا العام مر ثقيلاً وحزيناً جداً.وكأن عام 2016 هو عام الحروب والغزو والدمار في عالمنا العربي،
فإن ما تحقق في عام واحد 2016 على الصعيد العربي، والعالمي، يعتبر كأنه مواجهة لهذه الظواهر اللاإنسانية، والسياسية والطائفية، والبربرية، العنف، والاستبداد، والقمع، والغزو، والتهجير
الأزمة السورية بلغت فواجعها حداً لا يصدقه عقل، (نزوح الملايين من سوريا هرباً من وحشية النظام وحلفائه إيران وروسيا). وتدمير للقيم، وللحضارة، والتاريخ، والمدن. والثقافة ، ولعل حلب المنكوبة هي آخر مشاهد الحزن
هناك،” اليمن” لازال يرزح تحت الفوضى والجوع والدمار.
يد الارهاب القذرة ضربت وسفكت دماء الأبرياء في بغداد والقاهرة والأردن وبنغازي وبروكسل وأسطنبول وأورلاندو ونيس وباريس والمانيا وغيرها.
عام ينضح بالدماء والدمار وصور الأطفال البائسين الذين يدفعون حماقات الكبار، في كل من سوريا وليبيا واليمن
في عام ” 2016″ تزايدت العنصرية، وموجات الكراهية في العالم كله ، وانزوى التسامح، انتشرت الهجمات على الأقليات المسلمة، أصبحت المساجد والمراكز الإسلامية حول العالم أماكن مشبوهة، ومفارخ محتملة للإرهاب. لم تطل العنصرية المسلمين فحسب، بل دفع السود أيضا ثمناً غالياً عبر سلسلة اعتداءات طالتهم من الشرطة الأميركية.
في عام ” 2016″ ألقت أزمة النفط بظلالها على الحياة اليومية للناس في المنطقة العربية ، وخاصة الخليج العربي ، وتخوفوا من تبعات هذا الانخفاض، وعاشت المنطقة حالة تقشف لم تعهدها من قبل، تباطأ الاقتصاد وتباطأت الكثير من المشروعات.
عام “2016” علي المستوي المحلي لمصرنا الحبيبة ، مرت مصر في مطلع هذا العام بالعديد من الأزمات، التي تعاملت معها بشكل أشاد به البعض وانتقده آخرين ،ومن أبرز الأزمات التي مر بها المواطن المصري في 2016 هي موافقة مجلس النواب المصري بشكل نهائي على ضريبة القيمة المضافة وحدد نسبتها بـ13% على أن تزيد إلى 14% ابتداء من السنة المالية المقبلة 2018/2017، وبعدها لاحظ المصريون زيادة أسعار شتى السلع والخدمات ، وظهور عجز شديد فى توفير أنابيب البوتاجاز،اأزمة لبن الأطفال والتي بدأت من مارس هذا العام، حيث شهدت الصيدليات الخاصة والحكومية نقص شديد في الألبان المدعومة،
اختفاء السكر أزمة جديدة عاشها الشعب المصري مطلع أكتوبر، بعد اختفاء السكر عن السوق لفترة ثم ظهوره مرة أخرى بسعر جنوني لا يتماشى مع محدوي الدخل، متسائلين هل هذه الأزمات مفتعلة أم احتكار وجشع التجار هو السبب الرئيسي .
حتي الكوارث الطبيعية فلم يسلم منها الشعب المصري ، ففي الشهور الأخيرة لهذا العام ، تعرضت محافظة البحر اﻷحمرومنطقة الصعيد ﻷمطار عارمة وصلت إلى حد السيول ، وكان لمدينة رأس غارب نصيب الأسد من الخسائر، حيث هاجمت المياه الغزيرة منازل الأهالى، فأغرقتها، وأدت إلى مصرع العشرات من أهالي المدينة، وجرفت المياه السيارات وتسببت فى انهيار عدد من أسوار المبانى الحكومية ، في مشهد أعاد إلى أذهاننا غرق محافظة الأسكندرية وبعض المحافظات العام الماضي،
تعويم الجنية وبعد طول انتظار ، قرر البنك المركزي المصري تحرير سعر صرف الجنيه المصري حيث سيحدد سعر العملة وفقا لآليات العرض والطلب، وهو ما يعرف أيضا بتعويم العملة ، اﻷمر الذي تسبب في ارتفاع اﻷسعار ، وخاصة السولار والبنزين ، مما زاد العبء على المواطن .
نقص في الأدوية والمحاليل ، بدأت ازمة نقص المحليل، واتهم مديرو الصيدليات الشركة المصنّعة بتعطيش الأسواق، بهدف زيادة الأسعار، مشيرين إلى أن هناك انتعاشة فى السوق السوداء.
ولم يترك عام ” 2016 ” مصر بلا دماء ، وحصد للأرواح ، فكانت أكبر دمعة سكبها عام 2016 على خدود المصريين، حتى اكسبت لقب عام الحزن عن جدارة بعد تعالي صوت الناحبين على شهدائهم من الراحلين، الغرقى منهم أو شهداء الغدر.
كارثة مركب الموت :
. استيقظ المصريون يوم الأربعاء 21 سبتمبر 2016 على كارثة جديدة، حيث غرق أحد مراكب للهجرة غير الشرعية وتدعى “موكب الرسول 1” بمنطقة شمال شرق بوغاز رشيد على بعد 12 كم تقريبًا من البوغاز وسواحل كفر الشيخ، كان على متنها نحو 400 من المهاجرين غير الشرعيين من جنسيات مصر والسودان وأريتريا والصومال.
شهداء سيناء :
أما عن الحادث الآخر الأكثر مرارة فكان حادث كمين “زغدان” بسيناء، الذي راح ضحيته 12 شهيدا من أبناء القوات المسلحة، فاتشحت 8 محافظات بالسواد حزنًا على شهداء الهجوم الإرهابى على أحد الارتكازات الأمنية بشمال سيناء، عقب أيام من حادث غرق المركب.
حادث تفجير الكنيسة البطرسية
وبينما كان أقباط مصر يستقبلون شهر كيهك «الشهر المريمي»، نسبةً لبداية التسبحة السنوية التي تستمر طوال الشهر لمدح السيدة العذراء مريم، ويعتبره المسيحيون أكثر شهور السنة بهجة.
فاحت رائحة الدم وغطت على رائحة البخور التي كانت تعبق الكنيسة، وذلك لوقوع الانفجار الأكثر دموية في تاريخ الكنائس عقب حادث كنيسة القديسين.
ونتيجة للانفجار قُتِل 25 شخصًا حسب إعلان وزير الصحة محمد عماد، مضيفًا أن أعداد المصابين في كنيسة القديس بطرس ارتفعت لتصل إلى 49 جريحًا.
لكن على الرغم من كل ذلك، نحن نستقبل بعد أيام عاماً جديداً علينا، أن نرحب به بكل تفاؤل وإيجابية ، ودعونا نتفاءل بالعام الجديد، فالتفاؤل لا يأتي الا بخير.